الخميس، 1 أكتوبر 2009

ذهاب وعودة (3):عقلي يتكلم


بعد ركض دام لفترة طويلة،توقفت لارتاح قليلا.انا الان لا اعلم ما الذي حدث في البيت،هل اخذوني الى المشفى؟ هل جنازتي قد تحركت وسيتم دفني؟..انني نادم على فعل امر كهذا وما ذنب اهلي فيما حدث؟..لقد ضاع مستقبلي وخرجت عن ديني،لقد خسرت كل شيء.
جلست افكر واتساءل لماذا واتتني هذه الفكرة؟!........فكرت في المواطن الذي قتل نفسه لانه لم يستطع ان ياتي برغيف العيش لأبنائه بسبب تكتُّل الناس امام الفرن وتقاتلهم من اجل الوقوف في اول الطابور،وهو للاسف جاء متاخرا فوقف في اخره.........في التعليم الفاشل الذي يلغي عقلك و يحولك من شخص ذكي الى شخص غبي لا تفكر...........في الحالة الاقتصادية السيئة التي نعيشها.........في عديمي الضمير والاخلاق الذين يخدعون الناس وياخذون اموالهم ثم يهربون ويسافرون بها الى الخارج.........في الاخوان المسلمين الذين يدّعون الايمان والصلاح والتقوى وهم العكس تماما............في عدد من الشيوخ الذين لا يعرفون شيئا عن الدين ويظهرون على الفضائيات ويفتون الناس بما لا يعلمون ويشتتون عقولهم ناهيك عن ذِكر الشيوخ المتعصبين ذوي القلوب السوداء وكلنا نعرفهم.........في الشباب العاطلين عن العمل وجالسين على المقاهي يلعبون الدومينو والطاولة ويدخنون السجائر والشيشة..........وباء انفلونزا الخنازير الجديد وما قد يفعله بنا خلال شهر من بدء الدراسة،ولأن انت اكيد في مصر فانا اشك انه قد تم الاستعداد و اخذ جميع الاحتياطات............في اهلي المساكين الذين انفطرت قلوبهم بسبب فعلتي..........واخيراً في نفسي....شاهدت شريط حياتي واسترجعت الذكريات وضحكت كثيرا ؛فانا لم افعل شيئا واحدا مفيدا طوال حياتي بل حياتي كلها تافهة بلا معنى او هدف..كلها مشاحنات مع اهلي وفشل في التعليم وعبث ولهو..هل كل ما فكرت فيه الآن كان في عقلي الباطن وهو الذي اوصلني الى هذه الحالة من الاكتئاب واليأس ودفعني الى التفكير في الانتحار والتخلص من هذه الحياة الروتينية المملة؟!
هل انا ضعيف الى هذه الدرجة ليدفعني التفكير في مثل هذه الاشياء الى الانتحار؟
اخذت الافكار تتضارب في رأسي حتى اصابتني بالصداع ،فاخرجت علبة السجائر واشعلت سيجارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق