الجمعة، 27 نوفمبر 2009

لم أجدها



استيقظت في احدي ايام الشتاء الممطرة اشعر بشيء غريب..لا اعلم ما هو ولكن هناك شيء تغير..دخلت الحمام غسلت وجهي وظللت انظر في المرآة..اخذت اتساءل هل الفتاة التي رأيتها في الحلم حقيقية؟..هل ما شعرت به حقيقيا؟..كان كل شيء كانه حقيقي..طردت الفكرة من عقلي فلا احب ان اعيش الوهم..اليوم هو يوم الجمعة يوم إجازتي..ذهبت الى شاطيء البحر لاصطاد السمك،فانا افعل هذا كل يوم جمعة بعد ان اقوم باصطياده اقوم بشوائه ثم آكله..فجأة وانا جالس على الشاطيء انتابني نفس الشعور الذي احسست به بمجرد استيقاظي..خفق قلبي عندما استدرت ورأيتها..كانت هي لا يمكن ان اخطيء في امر كهذا..شعرها الاصفر الذي يتلألأ كالذهب تحت آشعة الشمس..عيناها العسليتان المائل لونهما الى اللون البني..وجهها الابيض الجميل المشرق النضر..انفها الصغير..شفتاها الجميلتان البمبيتان..كانت هي اجمل فتاة رأيتها في حياتي ولن أرى مثلها..أدرت رأسي لاعتدل وانهض ثم التفت فلم اجدها..كيف اختفت بهذه السرعة؟!..من هذه الفتاة؟..جن جنوني وتشتت عقلي..
يوم السبت وانا في طريقي الى البيت بعد انتهائي من العمل كانت الشوارع مزدحمة..وبينما امشي انتابني نفس الشعور فعرفت انها في الجوار..نظرت من حولي لابحث عنها فوجدتها تقف في الجهة الاخرى من الطريق..اصطدم بي احد المارة فسقطت اغراضي على الارض..جمعت اغراضي ثم استدرت لانظر اليها فلم اجدها..عبرت الطريق واخذت ابحث عنها فلم اجدها..هل هذه الفتاة إنسية أم جنية؟..
في اليوم التالي وانا جالس في غرفة مكتبي انتابني نفس الشعور،ذهبت لانظر من النافذة فوقعت عيناي عليها..كانت تنظر من احدى نوافذ غرف الفندق المقابل للشركة التي اعمل بها..نظرت اليّ بعينيها الواسعتين الجميلتين وابتسمت..تركت غرفة مكتبي ونزلت مسرعا أصطدم بكل من اقابله في طريقي ثم دخلت الى الفندق وصعدت السلالم مسرعا الى الطابق الذي به غرفتها فوجدتها تنتظرني في آخر الردهة..واقفة شعرها يتدلى على وجهها فيخفي معالمه..لم أر غير ابتسامتها العذبة..قلبي يخفق كالعادة واتساءل هل هذه المرة سأتحدث معها وألمس وجهها لأجدها فعلا حقيقية أم ستختفي مثل كل مرة؟..ركضت نحوي فاتحة زراعيها لتلتقطني في حضنها كمن لم ترَ شخصا عزيزا عليها لمدة طويلة..فتحت بدوري زراعيّ لاستقبلها فعبرت خلالي كالشبح واختفت..بحثت عنها في الردهة فلم اجدها..
تمت